يا له من مجتمع قاسي
ذلك المجتمع الذي ولدت وترعرعت فيه
كنت طفلا أتشبث بعباءة امي
تختلجني مشاعر الخوف من اطفال القريه
كنت منبوذا بينهم بلوني
في الشارع في المدرسه في المناسبات
اتذكر عندما كنت اجري والحصى يتساقط خلفي
مذعورا من أولئك الاطفال بسني
اذ كانوا يحاولون الامساك بي وضربي بلا سبب
فقط لأَنِّي كنت ارفض إساءاتهم لي واردها لهم
ما ان يروني حتى يتندرون بالفاظهم
كم كانوا عنصريين وقحين
فلم يكونوا ينادونني باسمي
فكنت على الدوام اسمع منهم هذه الكلمات ( صنيفر ، كويحه ، العبد )
حتى أصبحت عقدة اللون عقدة في نفسي
وكنت افكر كثيرا كيف اصبح ابيض
حتى انني في احدى المرات غسلت وجهي باللبن
ونهرني والدي وعنفني
هكذا ترعرعت بنفسي تلك العقدة حتى كبرت وكبرت معي
ودايما ما أردد ان كنت اسودا فالمسك لوني
ودارت الايام وذهبت للدراسة في اوروبا
ووجدتني في مجتمع مغاير مختلف غير نظرتي لنفسي ولوني
لا ابالغ ان قلت اني شعرت بتفوقي على الأوروبيين البيض
عندما رايتهم على شاطيء البحر يدهنون اجسامهم
ويبقوا لساعات تحت الشمس ليغيروا الوانهم البيضاء
كانوا ينظرون لي بإعجاب وانا كما خلقتني
وكم قالوا لي انهم يتمنون لو ان الوانهم كلوني
بئس لتلك القريه هكذا همهمت بيني وبين نفسي
فشتان بينها وبين هذا العالم الإنساني الرائع
الخالي من العنصريه المقيته
فالناس هنا سواسيه
لافرق بين ابيض على اسود
حمدت الله وما زلت احمده على لوني المثير الجميل
حتى اني الان عندما أصادف رجل ابيض
اقول الحمد لله الذي فضلني على كثير من خلقه