بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ ( اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ ) .
رواه أبو داود الترمذي وضعفه فقال : هذا حديث غريب سمعتُ محمَّداً – أي : الإمام البخاري - يقول : عمران بن أنس المكي منكر الحديث .
لا يحل سب أموات المسلمين ولاذكر مساويهم، لما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاتسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا» وروى أبو داود والترمذي بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنهما حديث «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم»، أما المسلمون المعلنون بفسق أو بدعة، أو عمل فاسد فإنه يباح ذكر مساويهم إذا كان فيه مصلحة تدعو إليه، كالتحذير من حالهم والتنفير من قولهم وترك الاقتداء بهم، وإن لم تكن فيه مصلحة فلا يجوز. وقد روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: «مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: وجبت، فقال عمر رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار. أنتم شهداء الله في الأرض ».
ويجوز سب أموات الكفار ولعنهم. قال الله تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل} وقال: {تبت يدا أبي لهب وتب} ولعن فرعون وأمثاله، وسبه مشهور في كتاب الله. وفيه: {ألا لعنة الله على الظالمين}.
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين :
قال المؤلف رحمه الله في كتاب ( رياض الصالحين ) ما حاصله : باب تحريم سب الأموات بغير حق أو مصلحة شرعية . الأموات يعني الأموات من المسلمين، أما الكافر فلا حرمة له ؛ إلّا إذا كان في سَبِّه إيذاءٌ للأحياء من أقاربه؛ فلا يُسَب،
وأمَّا إذا لم يكن هناك ضرر فإنه لا حرُمة له ؛ وهذا هو معنى قول المؤلف رحمه الله: "بغير حق" ؛ لأنَّنا لنا الحق أن نسب الأموات الكافرين الذين آذوا المسلمين وقاتلوهم ويحاولون أن يفسدوا عليهم دينهم.
أو "مصلحة شرعية": مثل أن يكون هذا الميت صاحب بدعة ينشرها بين الناس فهنا من المصلحة أن نسبه ونحذر منه ومن طريقته لئلا يغتر الناس به .
ثم استدلّ على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا الأموات، والأصل في النهي: التحريم فلا نسب الأموات، ثم علل وقال: فإنهم أفضوا إلى ما قدموا .
وسبّكم إياهم لا يُغني شيئاً؛ لأنهم أفضوا إلى ما قدموا حين انتقلوا إلى دار الجزاء من دار العمل؛ فكل من مات فإنه أفضى إلى ما قدم والتحق بدار الجزاء، وقامت قيامته؛ أفضى وانقطع عمله ولم يبق له حظ من العمل إطلاقا؟، إلا ما دلت السنة عليه مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له"،
وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يحفظ لسانه عما لا فائدة منه؛ فإن هذا طريق أهل التُّقَى فإن عباد الرحمن إذا مروا باللغو مروا كراماً . وأما الزور فلا يشهدونه إطلاقا ولا يتكلمون إلا بالحق .