أصبح الهم الشاغل والأكبر للناس حتى قست القلوب وتغيرتالنفوس فنسي الأخ أخيه وأمه وأبيه فترك كل ذلك وراءه ، ليركض وراء ذلك القرش لابل بعضهم يكنزه خوفاً من الزمن والأيام فيقول في المثل الدارج عن العامة (خبيقرشك الأبيض ليومك الأسود).
أصبحت تلك الكروش والسمنة الزائدة عند البعض نتيجة لكثرةما تعد من أصناف الأطعمة المتعددة والتي اتخمت الكثيرين ممن فضلهم الله جلاوعلا على غيرهم من الخلق حتى أن بعضهم يلقي ما يتبقى من هذه الأطعمة في حاوياتالقمامة في حين أن هناك الكثير من الأفواه الجائعة والتي قد تطوي يومها على الماء أو كسرات من الخبز، وعند البعض الآخر وجاهه أي يتباهوا بأن لهم كروش تسبقهمأمامهم لذلك تمنعهم من النظر إلى من هم أمامهم فتجد رؤوسهم تنظر إلى السماء غيرمكترثين بغيرهم من الخلق الضعفاء وكل همهم هو كيف يتكاثر المال ويزيد لا يهمالمصدر أو الطريق الذي سيحصل عليه بهذاالمال.
وما إدراك ما العروش تلك التي قضت على الكثير من تطلعاتالآمة للحفاظ عليها فباعت وقاضت وجوعت وأحرقت وقتلت ودمرت في سبيل هذا العرشكيف لا وقد قتل الجهاد في مهده وجوعت العباد حتى أقفلت الأبواب على نفسها فباتتالنفوس تتسابق ورغيف الخبز الذي نادراً ما تستطيع اللحاق به وسلطت الكروش علىخيرات العباد حتى باتت في أيديهم يتحكمون في أسعارها وبيعها . وأنتشر الفسادوعمت الجريمة كيف لا وقد قال قائلاً (لو كان الفقر رجلاً لقتلته) . زينت الرذيلةوشرب الكأس وضربت القيان ودقت الطبول ورقصت وغنت صاحبات الرايات والخيام الحمروكله تحت بنود الفر فشه وإسعاد الضيوف أو إنعاش السياحة في البلاد المجيدة .
إلى متى نضيع في زحمة الأمم وتكالب العروش والكروش وغيرها إلى متى ؟؟؟
ترى إلى متى نعيش في هذا الواقع المرير والذل الأليم ؟؟