ويقصد الشاعر في عمليات تهريب الدخان (التتن) في مركز «أبرق الكبريت» الحدودي بين المملكة والكويت والتي كانت تقف لها بالمرصاد سيارات «العنترناش» التي يقودها رجال سلاح الحدود، إلى أن تمت مقاطعة سيارات «الفورد» إبان حرب (1967م)، وبدأ يلمح نجم الجمس والشفر لا سيما «الجمس» الذي صار عنواناً لقصائد الشعراء والكداده، ورمزاً من رموز القوة لا سيما في الطرق والرحلات.
أما السيارات الصغيرة، فقد عُرفت السيارات الألمانية ك»المرسيدس» و»الأودي» و»فيلكس واجن»، كما عرفت سيارات الصغيرة من «الفرت» الأمريكية، وكذلك سيارات «الشفر» و»الكاديلاك»، وراجت السيارات اليابانية مع بداية السبعينيات، كما استقبلت الأسواق السيارات الكورية في بداية الثمانينيات.
تطور ورفاهية
والمتمعن في مراحل تطور التصنيع لهذه السيارات، يجد أنها في بداية تصنيعها مرت بمراحل تطور مُطّرد، إلاّ أنها في زمن السبعينيات حظيت بنقلة استثنائية، حين تم إدخال جهاز التكييف، وتدشين مرحلة إغلاق الأبواب والنوافذ أتوماتيكياً مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية، كما سبق هذا كله إدخال تقنية «الراديو» و»مسجلات الكاسيت»، وفي الثمانينيات اتسمت برواج السيارات اليابانية، كما اتسمت بأشكالها الجذابة وأناقتها، وظهرت تقنيات جديدة، لا سيما تقنية التنبيه الصوتي التي ما زال هواة الثمانينيات يحفظون عباراتها «باقي كمية قليلة من الوقود»، و»أنوار السيارة مضاءة»، و»مفتاح السيارة في مكان التشغيل»، ولعل أبلغ وصف لتلك «الموديلات» كان في قصيدة الشاعر «إبراهيم الرديعان» التي أرسلها للشاعر «بدر بن عواد» والتي تعتبر من أجمل ماوصفت به سيارات ذلك الزمان، ولا يجاريها في روعتها إلاّ القصيدة التي ارسلها للابن «عواد» يشكي له من لواهيب العشق والغرام، واصفاً في بدايتها سيارة «مرسول الحب» قائلاً:
وسكّر على الطاروق ضبّـه وصقـاط
حيل الله اقوى كيف با احتـال وانـوط
ومع بداية عصر التسعينيات، شهد عالم السيارات نقلات متقدمة في وسائل الأمن والسلامة، بداية بالوسائد الهوائية، والحساسات المنبهة من أمام وخلف السيارة، فضلاً عن عجلات «التيو»، وما أن وصلت سيارات الألفية الجديدة إلاّ وبدأنا نسمع عن الكاميرات والشاشات والخرائط الجغرافية، كما تم تطوير مفاتيح التحكم عن بُعد؛ لتكون أكثر أماناً، ناهيك عن خدمات التحكم بكامل خدمات السيارة عبر الشاشة الحاسوبية التي تمثل الآن جزءاً من حضارة السيارة التي دخلت إلى بلادنا في عام (1334ه)، وآن لها مع دخول هذه السنة أن تحتفل برأس القرن الجديد من عمرها