عهد الصبا في الحارة
7 - بائع الحناء الذي لم يكن غريبا على شوارع الطائف كان سعوديا أصيلا كاسبا لقوت يومه من يده وقدميه (زائر) |03/08/2009 م، 06:06 صباحاً (السعودية)
إلا أننا كنا أكثر تقدما ببيوت التسليح قبل 40 عاما..تغيرت المنازل ولم تتغير ثقافة الشك من الغريب..
وإن كنا أكثر إنفتاحا بحكم التنوع لسكان مدينتي كقرية عظيمة حول أم القرى!!
ما يميز الطائف هو بائع الحناء الذي يذرع الطائف بقدمية من الشرق للغرب!!ا
ليوم التالي نراه وقد غير سيرة للشارع الثاني وبعدها الثالث بمعني يخترق حارتنا في الشهر ثلاث أو اربع مرات حسب شوارعنا الكبيرة..
صوته الجهوري كان كافيا ليسمع ربات الخدور في الشوارع الفرعيةعلى إمتداد الحارة!! :يا حناء ياحناءءءءءءءء!!
لا يزيد على تلك الكلمتين سمعت احد أقراني يحدث من هو أكبر مني بقوله من عرفت الدنيا وهذ الشايب يبيع الحناء!!
رد عليه وانا بعد!! كان يكبرنا ب15 سنه!!
أخبرت والدتي بهذا الحديث قالت وانا من عرفت الطائف وهذا حالة...
كانت صورته لا تفارقني بعدما كبرت!!
قفة الحناء على راسه الصغير وجسدة النحيل وغليونه الذي أحس بأنه صديقه الوحيد في رحلة القدمين التي أستمرت لأكثر من 60 عاما ...
كل أهل الطائف يعرفونه ويعرفون صورته!!
ذات يوم أردت أن أسجل له تاريخا موثقا في أحدى صحفنا...كنت شابا في العشرينيات
أتصلت على صحيفة الشرق الأوسط وأخبرتهم قصة الرجل الذي صار رمزا من رموز الطائف
وطلبت منهم إجراء مقابلة معه وعمل بورتريه لهذا الرجل المميز!!
قال لي المسؤؤل السوداني أنا لست مسؤؤل عن هكذا عمل أتصل على جده....
اليوم التالي تصفحت الجريدة وجدت مقابلة مع بائع عرقسوس من سوريا....
والأسبوع الذي بعده كان عن مصور من احد الدول العربية!!
هكذا صحفنا في إهتمامها بالشأن العربي أكثر من إهتمامها بنا!!!
في الوقت الذي نجد العرب متلهفين على معرفة حياتنا وطبيعتنا....مازال العم زائد يصرخ ياحناء ياحناءءءءءء!!
ولا حياة لمن ينادي....هل مات الله أعلم ولكن صوته مازال حيا لدى المدينة الحالمة..za