يختص الظلم الاجتماعي بظلم الناس بعضهم لبعض فرادى أو جماعات، شعوباً أو قبائل، قال تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق} (الشورى:40-42).
فأما ظلم الدماء، فهو أشد أصناف الظلم الاجتماعي؛قال سبحانه: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} (الإسراء:33).
ويُعدُّ الظلم المالي من الموضوعات التي أولاها القرآن الكريم عناية فائقة
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا} (النساء:29-30).
وظلم الأعراض لا يقل في شدة حرمته عن ظلم الدماء والأموال
قال عز من قائل: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما} (النساء:148).
وأبطل الإسلام الحنيف كل قيم الجاهلية الظالمة، التي تفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان على أساس طبقي؛ فهؤلاء قوم نوح يخاطبونه قائلين: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} (الشعراء:111) فيرد عليهم نوح عليه السلام بقوله: {وما أنا بطارد المؤمنين * إن أنا إلا نذير مبين} (الشعراء:114-115) {ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين} (هود:31).
وحذر سبحانه نبينا عليه الصلاة والسلام من الانصراف والابتعاد عن الضعفاء والمساكين؛ لكسب رصا المستكبرين، يقول عز من قائل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين} (الأنعام:52).
وعاتب المولى سبحانه رسوله الأمين عندما انصرف عن دعوة ابن أم مكتوم الأعمى والضعيف من أجل دعوة بعض سادات قريش، قال عز من قائل: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى} (عبس:1-10).