هل هناك أية علاقة بين حماس والمخابرات الإسرائيلية؟ سؤال قد لا يبدو مألوفًا خاصة بعد ثلاث حروب عسكرية طاحنة شنتها إسرائيل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ صيف عام 2007، وإن أعلنت إسرائيل صراحة أن أيًا من هذه الحروب الثلاث لم يكن يستهدف القضاء على حماس، أو إنهاء سيطرتها على قطاع غزة.
فهل ثمة علاقة بين الطرفين؟ أو هل كان ثمة علاقة وانتهت؟ أو ربما هناك علاقة مع أطراف محددة في الحركة لا يمكن أن تنسحب على الحركة كلها؟
منذ عدة سنوات تم طرح هذه الأسئلة، وحينها تم كشف مجموعة من الوثائق بالعربية والانجليزية تتحدث عن علاقة جدية ووطيدة تربط حركة حماس مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، وهو ما اعتبره البعض في الساحة الفلسطينية اتفاقًا إسرائيليا حمساويا هدفه تدمير المشروع الوطني الفلسطيني والفصائل الفلسطينية برمتها.
ولعل هذا التوجه وجد ضالته سابقًا في اللقاء الذي جمع بين القيادي البارز في حماس محمود الزهار ورئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، وهو اللقاء الذي ظل محط جدال في الأوساط الفلسطينية بين مصدق ومكذب، حتى أعلن الزهار نفسه عن اجتماعه برابين عام 1987، وهو ما يدل على أن الاتصال الحمساوي الإسرائيلي كان قبل اتفاق أوسلو.
ولعل جولة سريعة في الشبكة العنكبوتية لا تستغرق إلا القليل من الوقت، يمكنها أن تكشف بوضوح أن ثمة علاقة كانت قائمة، وربما لا تزال، بين حماس والجانب الإسرائيلي، بدأت منذ بداية السبعينات، حين أعطت إسرائيل كل التسهيلات لأنشظة الإخوان المسلمين في قطاع غزة والضفة الغربية، بدًْا بتأسيس المجمع الإسلامي على يد الشيخ أحمد ياسين عام 1974، ثم الجمعية الإسلامية على يد خليل القوقا عام 1976، ثم الجامعة الإسلامية عام 1978.
"معهد الاستخبارات والمهامِ الخاصّةِ الإسرائيلي" كشف في وثائقه الخاصة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سمحت لحركة حماس "الإخوان المسلمين" بتَعزيز وجودها في المناطق المحتلةِ "الضفة الغربية وقطاع غزة"، في حين تعرضت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية "حركة فتحِ واليسارِ الفلسطينيِّ" إلى القمعِ والتخويفِ.
وطبقاً لما قاله المؤرخ الإسرائيلي زئيف ستيرنيل "Zeev Sternell"، وهو مؤرخ في الجامعةِ العبريةِ، فإن إسرائيل اعتقدت بأنّها كَانتْ تعلم الذريعةَ لدَفْع الإسلاميين ضدّ منظمة التحرير الفلسطينيّةِ
وبحسب الوقائع المعاشة في الساحة الفلسطينية، فقد بَنت حماس قوّتها من خلال أَفْعالِها المُخْتَلِفةِ لتخريبِ عمليةِ السلام التي أبرمتها منظمة التحرير مع إسرائيل، وذلك بطريقة كانت تبدو إلى حد بعيد متوافقة مع مصالحِ الحكومة الإسرائيليةِ التي لم ترد تحويل السلطة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاقات أوسلو إلى دولة مستقلة، أي بكلمة أخرى فإن حماس كَانَت تُنجزُ المهام التي ساعدتها إسرائيل لأجلها وذلك لمَنْع خَلْقِ الدولة الفلسطينيّة، سواء تم ذلك بتوافق مباشر بين الجانبين، أو بتوافق غير مباشر دفعت إسرائيل الساحة الفلسطينية نحوه بشكل أو بآخر، وكانت حماس العنصر الأساس فيه، بما يعني أن مخططات إسرائيل وأفعال حماس كانت بالضبط على نفس طولِ الموجةِ.
السفير الأمريكي لدى إسرائيل قال في ندوة أمنية في القدس المحتلة إن حركة حماس تأسست بدعمِ من إسرائيل، والهدف كَانَ أَنْ يَخْلقَ منظمةَ عدائيَة لمنظمة التحرير الفلسطينيةِ وهي [حماس] فاستلمت التَمويل والتدريب مِنْ إسرائيل، وواصلوا الاستفادة من الرُخَصِ والتفويض التي كانت تمنحها إسرائيل لهم آن ذاك.
وبغض النظر عن دقة هذا القول من السفير الأمريكي، فإن جواب السؤال عن مصداقية دعم إسرائيل لحماس يَبْدأُ بالعودة إلى أواسط سبعينيات القرن الماضي، حين بدأ الدعم الحقيقي الذي قدمته إسرائيل للشّيخ احمد ياسين أحد قيادات حركة الإخوان المسلمين في القطاع، عبر تسهيل إقامة المساجدِ والجامعاتِ والجمعيات، ربما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لكن تحول الشّيخِ احمد ياسين إلى استعمال الوسائلِ العَنيفةِ ضد إسرائيل لم يكن متوقعًا من الجانب الإسرائيلي منذ بدايات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث بَدأَ بباء منظمة عسكرية جديدة.
وقبل الانتفاضة الأولى عام 1987، استمر الدعمَ السريَ الإسرائيليَ لحماس كما تكشف مصادر إسرائيلية وفلسطينية، كما اكَتسبتْ الحركةَ قوّةً مِنْ الثورةِ الإسلاميةِ في إيران والهجوم الإسرائيلي على منظمة التحرير الفلسطينيةِ في بيروت، وإن اعتبر بعض القادة الإسرائيليين هذا الدعم خطأ استراتيجيا، ولذلك تم اغتيال زعماءَ حماس مثل الشّيخِ ياسين، الأمر الذي ساهم في إقناع الشارع الفلسطيني أن حركة جهادية مستهدفة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
الكاتب السياسي البريطاني ريتشارد سيل نَشرَ في 18/06/2002 مقالا قال فيه إن إسرائيل أعطت مساعدات مالية مباشرة وغير مباشرة إلى حماس على مدى سَنَوات طويلة من عمر الحركة، وأراد الإسرائيليون بذلك استخدامها لإعادة التوازن بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينيةِ، بينما قال Cordesman مُحلّل الشرق الأوسطِ للمركزِ للدِراساتِ الإستراتيجيةِ إن دعم إسرائيل لحماس بصفتها منافس ديني قوي موجها لتَقسيم وتَخفيف الدعمِ عن منظمة التحرير الفلسطينية .
وأكد أحد كبار المسئولين السابقين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "C.I.A" أن الاتصالات بين الموساد وحماس تعودِ إلى السبعيناتِ عندما زوّدتْ وكالةَ المخابرات الإسرائيليةَ الأموالَ إلى المنظمات الخيريةِ الاجتماعية التي أسسها الشّيخِ أحمد ياسين رجل الدين المحصور في كرسي المعوّقين، والذي اغتيل لاحقاً في هجوم صاروخي إسرائيليِ، ثم واصلَ الموساد مُسَاعَدَة حركة حماس ظنا منه انه سيجعلها بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية
كما تشير معلومات أخرى أن شارون حاول استعمال مجموعةِ من حركة حماس كأداة لزعزعة الاستقرار في الأردن لتكون وطنا فلسطينيا بديلا تحت سيطرةِ حماس فالتقى رئيس الموساد الإسرائيلي السابق ‘افرايم هاليفي بخالد مشعل في دولة قطر .
وعقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية قام الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بإرسال طائرة خاصة لمشعل أثناء تواجده في القاهرة لمقابلة رئيس الموساد أيالون حيث كان الأخير في زيارة لقطر.
ورجحت المصادر أن يكون مشعل التقى به مرة أخرى قبيل عيد الأضحى المبارك من نفس العام أثناء زيارة مشعل لقطر.
يذكر أن افرايم هاليفي دعا في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إسرائيل للهدنة مع حماس بتاريخ 26 مايو 2006 عقب اجتماعه بمشعل ، واعتبر أن التوصل إلى اتفاق هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل و الحكومة الفلسطينية برئاسة حماس خيار يستحق أن يخضع للدراسة
عملاء الموساد في كتائب القسام يديرون سجون حماس في قطاع غزة
وكشفت مصادر في المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة أن عناصر من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اعتقلت في مدينة رفح أحد نشطاء كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس ويدعى “يوسف سليمان معمر بتهمة التعاون مع المخابرات الإسرائيلية
وقالت المصادر أن العميل المجاهد القسامي تم اعتقاله بعد مراقبته ورصده والتحقيق معه ، وقد اعترف العميل بأنه كلف برصد تحركات عناصر الجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى فقط .
وأوضحت المصادر أن العميل اعترف بقيامه برصد قائد مجموعات أيمن جودة التابعة لحركة فتح في رفح وقد جمع عنه معلومات وتفاصيل دقيقة بالإضافة إلى رصد بعض قيادات الجهاد الإسلامي الميدانيين ومنهم رامي سلامة الذي قتل على أيدي حماس لاحقا .
وأضافت المصادر أنه عندما علمت حماس باعتقال أحد عناصرها أسرعت لعقد اتفاق مع السرايا وتسلمته بشرط اعتقاله وسجنه والتحقيق معه ، وبالفعل قامت حماس بنقله إلي سجن البحر في تل السلطان برفح .. وترقيته إلى حارس في السجن بمرتبة “شاويش” .
وأكدت المصادر أنه بعد يوم من اعتقال العميل معمر جاءت أوامر عليا لعناصر حماس في موقع البحر بإخلاء الموقع ليقع القصف بعد دقائق من إخلاءه ويسفر عن استشهاد أحد أبرز كتائب شهداء الأقصى في حينه وهو عبد الله قشطة وإصابة آخرين جميعهم مطلوبين لقوات الاحتلال في حين لم يصب أي من عناصر حماس بأي أذى مشيرا إلى أن العميل معمر اختفى من السجن ؟ واختفى من رفح أيضا ؟ مضيفا أن حركة حماس قالت للسرايا أن معمر هرب عندما قصف الموقع والبحث جاري عنه.
وفي نفس السياق كشفت مصادر أن حركة حماس عينت المدعو تحرير الشبلي أحد قادة كتائب القسام مديرا لسجن المباحث في مقر الجوازات بغزة بعد الانقلاب الدموي حيث يتصدر الشبلي عمليات التعذيب والإهانات لأبناء حركة فتح والفصائل الأخرى داخل السجن.
وأضافت المصادر أن المدعو الشبلي كان اعتقل في الانتفاضة الأولى في السجون الإسرائيلية وتم اكتشافه بداخل السجن من قبل المعتقلين بأنه يعمل عصفور وعميل على المساجين وعندما تم اكتشاف أمره قام بتسليم نفسه لإدارة السجون الإسرائيلية لمدة ستة شهور وهرب من المساءلة.
قسامي يرتمي بأحضان الموساد على أيدي عاهرة
التلفزيون الفلسطيني الرسمي فند ادعاءات حركة حماس عام 2007 بمقتل احد مقاوميها في سجون المخابرات الفلسطينية بالضفة الغربية من شدة التعذيب، ليطل علينا مؤيد بني عودة وهو احد قادة كتائب القسام الذي دافع عنه إسماعيل هنية دفاع المستميت في خطبة الجمعة أمام جمع غفير من مؤيدي ومناصري حركة حماس، ليخيب آمال أنصار وقادة حركة حماس الذين هبوا للشوارع في قطاع غزة للتنديد بقتله بعد اعترافه العلني بالارتماء في أحضان الموساد منذ قرابة أربعة أعوام، ومسؤوليته عن اغتيال خمسة من رجال المقاومة الفلسطينية .
وبحسب اعترافات الخائن بني عودة ، فقد أسقطته المخابرات الإسرائيلية عن طريق الجنس بعدما أغرته إحدى عاهرات الجيش الإسرائيلي ووظفته لمراقبة النشطاء ، وزرع الفتنة بين حركتي فتح وحماس ، بحسب ما جاء على لسانه .
ونفي بني عودة أن يكون أفراد أجهزة الأمن الفلسطيني مارسوا التعذيب بحقه ، أو إجباره على الإدلاء بتلك الاعترافات ، موجها رسالة للأسر الفلسطينية للحفاظ على أبنائها من المخابرات الإسرائيلية .
هذا غيض من فيض، وما خفي فهو أعظم، لكن مسؤولية كل هذه المعلومات على عهدة مصادرها.
رعد شلال يكشف بعض اعمل حماس لقمع الفلسطنيين
الجزء الاول