للحق هالة من نور تراها قلوب أصحاب الفطر
السليمه ومن أراد الله بهم الخير . ولحرص
الشيطان على إغواء بني آدم إستخدم كثير
من الأساليب في تضليلهم .
و سأتحدث في هذا الموضوع عن واحد
من هذه الأساليب التي ابتكرها و أوحى بها
إلى أوليائه ، وأعانوه بها إلى الوصول إلى
مراده ، ألا وهو ( تشويه الحق )
سواءً كان ذلك التشويه من خلال إطلاق
الأسماء القبيحة عليه أو إلصاق التهم و
الصفات القبيحة به أو الطعن في من يدعون
إليه ، للتنفير الناس منه ومن أهله
فقالوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه
مجنون (ويقولون إنه لمجنون )
و ساحر ( إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً )
وكاهن ( ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون )
وشاعر ( بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل
الأولون )
وقالوا عن الأنبياء والرسل من قبل مثل ذلك
قال تعالى: ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم
من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )
وصفوا نوح عليه السلام بالجنون
( إن هو إلا رجل به جنه)
و وصفوا هود عليه السلام بالسفيه
( إنا لنراك في سفاهه )
و وصفوا شعيب عليه السلام بالضعف
( إنا لنراك فينا ضعيفاً )
ومازال أهل الباطل منذو أن قطع كبيرهم
ذلك العهد على نفسه إلى يومنا هذا وهم
يحاولون إثبات الباطل بتشويه الحق
والطعن في أهله ، ولإفلاسهم وعدم قدرتهم
على مقارعة الحجة بالحجة إعتمدوا على
أمور في سبيل تحقيق ذلك منها :
1_ التنفير من الحق عدوهم الأول والذي
يمثل حجر عثرة في طريقهم .
2_ التدليس على الناس وذلك بإلصاق
التهم والعيوب والأوصاف القبيحة بأهله .
3_ الأخذ بمبدأ ( خير وسيلة للدفاع الهجوم)
و إستخدامه كمخرج للطوارئ عندما
يصفعهم الحق ويقفون أمامه عاجزين عن
الرد ، و كمبرر لهروبهم بطريقة تحفظ عليهم
ماء الوجه !