سيطرت أنباء التيسير الكمي الثالث الذي أعلن عنه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مساء الخميس على اداء الأسواق العالمية التي تفاعلت معه ايجابا مرحبة به ، وتستعرض "أرقام" في هذا التقرير شرحا مبسطا لأهم النقاط وأسباب التفاعل الايجابي..
إن أهم ما تضمنه القرار هو قيام البنك الاحتياطي بشراء ماتعادل قيمته 40 مليار دولار شهريا من السندات والأوراق المالية المدعومة بالرهونات العقارية والتي يطلق عليها اختصارا بـ (MBS) ، ويعد هذا تطورا جديدا حيث ان التيسير الكمي الأول وكذلك الثاني أقتصر على شراء سندات الخزينة..
التطور الجديد الآخر هو أن التيسير الكمي الثالث لم يحدد مدة زمنية معينة لتنفيذه كما كان الحال عليه في المرتين الأوليتين ، حيث قال البنك الاحتياطي في بيانه أنه سيستمر بشراء الأوراق المالية حتى تتحسن سوق العمل والوظائف بشكل واضح ، ويعني ذلك ضمنا أن البنك الاحتياطي ولأول مرة أعطى الأولوية للنمو الاقتصادي على حساب هدفه الرئيسي وهو استقرار الاسعار وابقاء التضخم ضمن نطاق معقول.
كما إن من شأن ذلك حسب محللين أن يزيل حالة الشكوك التي كانت تحيط بماذا سيفعل البنك الاحتياطي مستقبلا بعد انتهاء الفترة المحددة للتيسير الكمي ومن ثم زيادة مستوى الثقة والتفاؤل سواء في قطاع الشركات والأعمال أو حتى بالنسبة للمستهلكين. بقيام البنك الاجتياطي بشراء الأوراق المالية المرتبطة بالرهونات العقارية فإنه يأمل أن ينعش سوق المساكن وأسعارها ، ذلك أنه بقيامه بشراء 40 مليار دولار شهريا من هذه الأوراق (تعادل 35 % من الأروراق المصدرة لهذا القطاع شهريا) سيؤدي الى خفض أسعار الفائدة على الرهن العقاري مما يؤدي لخلق طلب لشراء المساكن وإعادة تمويلها.
التيسير الكمي الأول وكذلك الثاني كان هدفهما ايضا تخفيض أسعار الفائدة طويلة الأجل ومن بينها أسعار الفائدة على الرهن العقاري .. اذا مالجديد في الموضوع ولماذا يبدو المحللون متفائلين بالتيسير الثالث؟؟..
يقول مراقبون أن الفرق يكمن في التوقيت فالتيسيران السابقان جاءا في وقت كانت أسعار المساكن لاتزال في طور التراجع الذي بدأ عام 2006 ولذلك فإنه وبالرغم من انخفاض الفائدة على أسعار الرهن فإن ذلك لم يحفز الطلب ، وعلى العكس من ذلك فإن التيسير الثالث يأتي بعد أن وصلت أسعار المساكن بالولايات المتحدة الامريكية للقاع وبداية ظهور دلائل على تحسن الأسعار بعد 6 سنوات من التراجع لذلك فإن تخفيض أسعار الفائدة من شأنه أن يحفز الطلب بوتيرة اسرع. ويأمل البنك الاحتياطي أن يكون لالتزامه المفتوح المدة ، وتحسن الأوضاع في أوروبا المفترض بعد أن أعلن البنك المركزي الأوروبي تيسيرا مشابها في وقت سابق ، ومرور موسم الانتخابات الرئاسية واتفاق الكونجرس على تفادي أثر الهاوية المالية (Fiscal Cliff) بنهاية العام ، اثرا واضحا على تحقيق مستوى نمو قوي في عام 2013 وما بعده.
لمــــن لايعــــرف التيســــير الكـــــمي رقم 3تفـــــضــــل بالدخـــــــــــول 
العرض الشجري
