الاسبوع هذا الحلقه الثالثه من موسوعات علميه موضوعنا شيق و جديد و نسمع فيه بس بالاسم مع انه علم قائم بحد ذاته الا وهو النانو تكنولوجي
النانو تكنولوجي، دراسة حديثة تبحث في تصميم أجهزة متناهية الصغر، وتُعَدُّ أحد أهم الاتجاهات العلمية العالمية الحديثة الآن؛ فهي تكنولوجيا المستقبل التي ستغير وجه العالم في كافة مجالات الحياة، كما ستشكِّل مستقبل الدول واقتصاد العالم؛ إذ تحمل في طياتها إمكانيات هائلة في العديد من المجالات. عبر هذا العلم وهذه التقنية يتم إعادة هيكلة الجزئيات والذرات داخل المادة، بحيث تتحقق القدرة على رؤية وقياس ومعالجة وإنتاج أشياء بمقياس واحد على مائة نانومتر، وهو وحدة قياس صغيرة جدًا، توازي واحدًا على بليون من المتر، أو واحدًا على مليون من المليمتر، أو واحدًا من المليار من المتر. وقد أولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود تقنية النانو اهتمامًا كبيرًا؛ حيث قدَّم منذ أكثر من عامين تبرعًا بقيمة 12 مليون ريال (3.2 مليون دولار) من حسابه الشخصي لتمويل استكمال التجهيزات الأساسية لمعامل متخصصة في مجال النانو في جامعة الملك سعود.. ولقد صدر حديثًا عن "الدار العربية للعلوم ـ ناشرون" في بيروت بلبنان، للباحثة الدكتورة صفات سلامة، ضمن برنامج "اكتب" بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، كتابٌ بعنوان: النانوتكنولوجي: عالمٌ صغيرٌ ومستقبلٌ كبيرٌ.. مقدِّمةٌ في فهم علم النانوتكنولوجي. وقدَّمَ للكتاب عالم الفيزياء الأمريكي ورائد النانوتكنولوجي العربي الأصل البروفيسور منير نايفة، الأستاذ بجامعة ايلينوي الأمريكية. والكتاب يهدف إلى تعريف القارئ العربي بهذا العلم الناشئ والواعد، وتطوراته السريعة المذهلة، للتفاعل والتعامل معها، استعدادًا للحاضر والمستقبل. فالعديد من الدول تقوم الآن بنقل المعرفة المتعلقة بهذا العلم الحديث وبتقنياته المستخدمة حاليًا والتي ستستخدم مستقبلًا، إلى الجمهور الواسع، على اعتبار أنَّ التوعية العلمية تُعَدّ جزءًا مهمًّا وضروريًّا من هذه التقنية المتطورة. إن ما يجعل هذا المجال في غاية الأهمية، ويعطي بصيصًا من الأمل للدول النامية، أنَّ بعض قواعد هذه التكنولوجيا يعتمد إلى حدٍّ كبيرٍ على العامل البشري والثروات الطبيعية.. جاء الكتاب في 269 صفحة من القطع المتوسط، موزعة على ستة فصول، إضافة إلى التقديم والمقدمة والخاتمة والتوصيات والصور التوضيحية. يرى عالم الفيزياء البروفيسور منير نايفه في تقديمه للكتاب، أنَّ تقنية النانوتكنولوجي من مجالات البحث الجديدة والنشطة والسريعة جدًا، التي يقوم بدراستها العديد من العلماء في كل أنحاء العالم في مختبرات حكومية وتجارية وأكاديمية، والتي سوف تُحدث ثورة صناعية جديدة في المستقبل القريب في شتى مجالات الحياة. ويشير إلى أن ما يجعل هذا المجال في غاية الأهمية، ويعطي بصيصًا من الأمل للدول النامية، أن بعض قواعد هذه التكنولوجيا يعتمد إلى حدٍّ كبير على العامل البشري والثروات الطبيعية، وفي نفس الوقت ذو كلفة متواضعة، وهي شروط ومتطلبات متواجدة في العالم العربي. وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه التكنولوجيا مازالت في المراحل الأولية من النضج، مما يجعل المجال مفتوحًا على مصراعيه لمشاركة العالم العربي مشاركة حقيقية على أعلى مستوًى من التطوير والتحديث العالمي. ويتساءل البروفيسور نايفة: هل من المعقول أن يُضيِّعَ العالم العربي فرصة المشاركة ويبقى متفرجًا؟ مشيرا إلى أن هذا الكتاب جزء مهم من وسائل التوعية في العالم العربي، ليس على صعيد الطلاب والأساتذة والباحثين فحسب، بل سيكون مفيدًا جدًّا على مستوى من يتخذ القرار في توجيه البحث العلمي والتطوير في جميع المراكز الرسمية والخاصة. أما المؤلفة الدكتورة صفات سلامة، فتؤكد في مقدمة الكتاب على أن التوعية العلمية بتقنية النانوتكنولوجي تُعد جزءًا مهمًا وضروريًّا يسير جنبًا إلى جنب مع السياسات العلمية والتكنولوجية في الدولة. كما تشير إلى ضرورة وجود مبادرة علمية عربية متكاملة في مجال النانوتكنولوجي، يتم من خلالها تنسيق وتنظيم الجهود والبحوث، يصاحبها وعْيٌ علمي عربي بتقنية النانوتكنولوجي، يتمثل في تبسيطها للمعنيِّين من الطلاب والباحثين وعامة الناس، وإدراك أبعادها في حياة الأفراد، ودورها في بناء وتقدم المجتمعات والشعوب. وتحت عنوان "علم النانوتكنولوجي" جاء الفصل الأول من الكتاب، وتناولت فيه المؤلفة التعريف بعلم النانوتكنولوجي، وعرضت بإيجاز لتاريخه وأهميته وحجم الاستثمارات العالمية وأشكال وطرق تصنيع المواد النانوية. فالنانو هو أدقُّ وحدة قياس مترية معروفة حتى الآن (نانو متر)، ويبلغ طوله واحدًا من بليون من المتر؛ أي ما يعادل عشرة أضعاف وحدة القياس الذري المعروفة بالأنجستروم، وحجم النانو أصغر بحوالي 80.000 مرة من قطر الشعرة، وكلمة النانو تكنولوجي تُستخدم أيضًا بمعنى أنها تقنية المواد المتناهية في الصغر أو التكنولوجيا المِجْهَرِيَّة الدقيقة. بينما في الفصل الثاني تناولت النانوتكنولوجي في أعمال الخيال العلمي؛ حيث أكدت على أهمية وقيمة أعمال الخيال العلمي في تطور العلم والتكنولوجيا، كما أشارت إلى أن تقنية النانوتكنولوجي كغيرها من التقنيات سبق التنبُّؤُ بها واكتشافُها في أعمال الخيال العلمي منذ زمن بعيد، قبل أن يتم تطويرها في معامل الأبحاث والتطوير. كما استعرض الفصل الثالث أنابيب الكربون النانوية (النانوتيوب) وآفاقَها الواعدة في الحاضر والمستقبل. وفي الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان "التطبيقات الواعدة لتقنية النانوتكنولوجي"، تناولت فيه المؤلفة بالتفصيل الآفاق والتطبيقات الحالية والمستقبلية لتقنية النانوتكنولوجي في العديد من المجالات. أما في الفصل الخامس، وتحت عنوان "النانوتكنولوجي: مخاطر ومخاوف"، تناولت المؤلفة الحديث عن المخاوف من الآثار الصحية والبيئية المحتملَة لتقنية النانوتكنولوجي، وكذلك المخاوف من تطبيقات النانوتكنولوجي في المجالات العسكرية، وأشارت إلى أن تمويل الأبحاث الخاصة بالآثار الصحية والبيئية المترتبة على النانوتكنولوجي يجب أن يتناسب مع تمويل الأبحاث الخاصة بتطوير تلك التكنولوجيا، وإيجاد السبل اللازمة لرصد المخاطر الجديدة المحتملة، والتعامل معها بكفاءة، من أجل مستقبل آمن لهذه التكنولوجيا الجديدة. وفي الفصل السادس والأخير، تناولت المؤلفة نماذج من الجهود العربية في الاهتمام بتقنية النانوتكنولوجي، مشيرة إلى أنه في ظل سباق النانو العالمي السريع تحت عنوان "اللحاق أو الإنسحاق"، مازال هناك المزيد والمزيد أمام عالمنا العربي للِّحاق بركب الدول المتقدمة في هذا المجال، وأصبح هناك ضروره عاجلة لمبادرة عربية في النانوتكنولوجي يتم من خلالها توحيد الجهود وتحديد أولويات ومجالات تقنية النانو التي تخدم اقتصادنا الوطني. وقد أشارت المؤلفة في الخاتمة والتوصيات إلى أهم المداخل والمطالب الأساسية التي تفيد عالمنا العربي في المشاركة الفعالة في سباق النانو العالمي السريع. وجاء الكتاب مزوَّدًا بالعديد من المراجع العلمية، وبشهادة وتقديم عالم الفيزياء الأمريكي العربي الأصل، وأستاذ الفيزياء النظرية والنانو تكنولوجي بجامعة ايلينوي الأمريكية البروفيسور منير نايفة، فكانت هذه الدراسة العلمية الهامة عن تقنية النانو تكنولوجي. للدكتوره صفات سلامه