روي{ أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه طلق امرأته قتيلة أم أسماء في الجاهلية ، فقدمت عليهم في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هادن فيها كفار قريش ، وأهدت إلى أسماء بنت أبي بكر قرطا ، فكرهت أن تقبل منها ، حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فأنزل الله الآية }
وروي ان إسماعيل بن إسحاق القاضي دخل عليه ذمي فأكرمه ، فوجد عليه الحاضرون ، فتلا هذه الآية عليهم
---------------------------
هذه الاية لاتوجب ولاتنهى ان نبر ونقسط الى الكفار انما فيها إباحة خاصة للذين تتوفر فيهم هذا الشروط التي بالاية
لم يقاتلونا في الدين ويدخل في هذا (المقاتلة بالنفس,والمال.والرأي.وإمداد السلاح) ولم يخرجونا من ديارنا
ويشترط ان نبرهم ونقسط اليهم ان يكون في شيء مباح كزواجهم وامتلاك منزل جديد ومولود جديد وعمل جديد
ولكن في اعيادهم الكفرية كالكريمس ورأس السنة الذي به الفجور والمجون والتي بهما هدايا تخالف الإسلام وبها الكفر لايجوز
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
*ما هو حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم كعيد الكريسمس و غيره، مع العلم أنهم هم يهنئوننا بمناسبة العيدين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
(تهنئة الكفار بعيد الكريسمس او غيره من اعيادهم الدينية حرام بالاتفاق كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه : احكام اهل الذمة ، حيث قال( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل ان يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول:عيد مبارك عليك ، أو تهنا بهذا العيد ونحوه ، فهذا ان سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة ان تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله واشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه )) انتهى كلام ابن القيم رحمه الله .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر ورضى به لهم ، وان كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم ان يرضى بشعائر الكفر أو يهنيء بها غيره لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال تعالىإن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم)). وقال تعالى
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] =============================
فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( من تشبه بقوم فهو منهم ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه : (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " انتهى كلامه رحمه الله ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة ، أو توددا ، أو حياء ، أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم " انتهى من "فتاوى ابن عثيمين" (3/44)