وقالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( اختبار السياحة الداخلية ) : تبدو جائحة «كوفيد - 19» وكأنها قضت على الأخضر واليابس في كل مكان، لكنها من جهة أخرى جعلتنا ننظر لذواتنا وقدرتنا نظرات أكثر عملية، كما اختبرت سرعة تفاعلنا مع الظروف القاسية في أوقات الأزمات في الوقت ذاته، واستغلال ما هو قائم بما هو بعيد المنال أو خطير العواقب، فبالرغم من استئناف حركة الطيران العالمية الخجول، ترتفع أسهم السياحة الداخلية حول العالم، التي يقبل عليها الجمهور بشغف حقيقي وشوق للتنزه والاستمتاع بالطبيعة بعد أشهر من الالتزام بالحجر المنزلي والعزلة عن كل ما يمكن أن يكون حاملًا للعدوى، والسياحة الداخلية نمط من أنماط اكتشاف الذات، والاعتزاز بالحضارة وتذوق خيرات الأوطان، إلا أنها في بعض الأحيان تعاني من التجاهل والهجر مقابل الوجهات السياحية العالمية البراقة. وواصلت : إن جائحة كورونا بالرغم مما تسببت فيه من حزمة من الآثار العالمية غير المحمودة، سواء على الصعيد الصحي أو الصعيد الاقتصادي، إلا أنها في حالة المملكة، يبدو قد وضعت مسألة تسويق المقاصد السياحية بالمملكة عالميًا ومحليًا أمام أول اختبار حقيقي لها، ونقلها من حيّز التخطيط النظري، إلى نطاق الاختبار الفعلي، والإجباري رُبما، لكنه على ذلك يظل نقطة إيجابية تحسب للجائحة، ففي الوقت الذي تتجه فيه أنظار العائلات بالتزامن مع الإجازة الصيفية والعُطلات والأعياد للبحث عن وجهات سياحية بالداخل والخارج، تطرح وجهاتنا السياحية المحلية نفسها بقوة كخيار قد يكون هو الوحيد هذا العام، ولكنه على ذلك اختبار ممتاز لمدى قابلية هذه الوجهات والقائمين والمشرفين عليها وإمارات المناطق على تأمين تجربة سياحية لا تُنسى لأبناء المملكة، وقياس مدى جاهزيتها للعمل بأقصى طاقتها واستقبال الوفود الأجنبية لاحقًا بعد انحسار الجائحة، ورُبما أيضًا تكون فُرصة مُثلى لصياغة أرشيف من تجارب السياحة الداخلية للمواطنين من شأنه أن يسوّق لمقاصدنا السياحية على مجموعات السياحة الإلكترونية النشطة عالميًا ومدوّنات مُحبي السفر. وختمت : رغم تألق السياحة الداخلية هذا العام، لن نشهد نتيجة اختبار جودة خدمات السياحة الداخلية بالمملكة بهذا العام، إنما في العام المقبل، بعد أن تسترد السياحة العالمية مكانتها، وتشتد عوامل المُنافسة مرة أخرى، ويتخير المواطن بناء على تجاربه السابقة ما بين جولة جديدة بين ربوع المملكة أو زيارة لدولة أجنبية يتهافت عليها الملايين، فالتقييم الحق للتجربة وتحدي الاستمرارية مرتبط بالرضا الفعلي للمواطن عن أوقاته داخل الحدود الوطنية، في مقابل حرية التنزه للخارج دون الخوف من شبح العدوى. // يتبع //06:03ت م 0004