السنة الثالثة من عمر الازمة السورية بدأت مرعبة: ارتفاع عدد الضحايا اليومي الى اكثر من 200 قتيل، الدمار صار زلزالياً، النظام صعّد القصف معلناً انه متفائل بالانتصار، المعارضة وسّعت سيطرتها الى 70 % من مساحة سوريا، الابرهيمي خرج مفلساً وقد لا يعود، العجز العربي المعيب الى ازدياد والتغاضي الاميركي عن المذبحة يقابله الانحياز الروسي الى النظام والازمة مفتوحة على مداها!
اذاً تبقى سوريا أرض معركة "يا قاتل يا مقتول" المديدة بعد سقوط 60 الف قتيل وقد باتت تدار "بالريموت كونترول" الدولي وسط معادلة واضحة هي ان المعركة لن تقرر مستقبل سوريا وحدها بل مستقبل المنطقة، فهل تقبل اميركا واسرائيل بتسليم الاقليم من لبنان الى الخليج الى ايران وروسيا؟ الجواب لا قطعاً. في المقابل هل تقبل روسيا وايران بتسليم هذا الاقليم الى اميركا واسرائيل؟ والجواب لا قطعاً. اذاً خلاصة الوضع الميداني معطوفة على الموقف الدولي تبدو بمثابة كارثة: دعوا القتلى يتقدمون... دعوا الدم يسيل الى الركب، فليس من يرف له جفن في هذا العالم المتوحش!
واضح ان المعارضة بعد 60 الف قتيل وتدمير 60% من المدن السورية لن توقف القتال لتذهب الى مفاوضة الاسد الذي يرفض مفاوضتها، وواضح ان النظام الذي استأنف الحديث عن الانتصار، يبني حساباته على مجموعة من المعطيات منها:
اولاً- استمرار الدعم الايراني العسكري والمادي، ولأن طهران تخوض في سوريا معركة حياة نفوذها الاقليمي أو موته، فانها تجنّد كل قواها وتحالفاتها بما فيها الحكومة العراقية لدعم الاسد.
ثانياً - ثبات الموقف الروسي الذي يرفض كل خطة هدفها تنظيم عملية الانتقال السياسي، والذي عطّل مجلس الامن ويرفض حتى دعوة 56 دولة الى اجراء تحقيق في ارتكاب جرائم حرب من خلال المحكمة الجنائية الدولية، على رغم انه غالباً ما اتهم "الارهابيين" بها، والذي يقيم جسرا لتزويد النظام الاسلحة والذخائر ولا يتردد في إرسال اسطوله لاجراء مناورات عند الشاطئ السوري رداً على نصب صواريخ "باتريوت" في تركيا.
ثالثاً - بعدما اسقط النظام بالنار مرحلة "سلمية سلمية"، بدأت مراهنته على تصوير الثوار وكأنهم من رجال "القاعدة" والسلفيين التكفيريين، وقد ساعده اخيراً الموقف الاميركي من "جبهة النصرة" ودورها المتقدم في الميدان، وبهذا يسعى الى تعطيل اي قرار غربي لتسليح الثوار.
رابعاً – المراهنة على ازدياد التناقضات بين المعارضين كما بين التنظيمات المسلحة، وخصوصاً بعد ورود اخبار عن بداية صراع على الارض بين بعضها، وهو ما يشجع النظام على الحديث عن الانتصار وسهولة استعادة المناطق التي خسرها!
والخلاصة ان سوريا دخلت سنة ثالثة من المذابح... إذاً فليتقدم القتلى وليخجل العالم!
منقووووووووول عن النهار اللبنانيه للكاتب راجح الخوري مع تحفظي على وجهة نظر الكاتب ان انتصار الثوره السوريه هو تسليم المنطقه الى امريكا واسرائيل و ربما كان يقصد ان هذا الرأي هو من وجهة نظر ايران و روسيا