وقالت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( الحرب التجارية وسلاسل الإمداد ) : عانت الأسواق والقطاعات الاقتصادية بمختلف أنواعها جائحة كوورنا، لكن هذا التأثير ليس مباشرا على كل حال، بمعنى أن تراجع القطاعات الاقتصادية لم يكن بالقدر نفسه، ولا للأسباب نفسها، كما أن الإغلاق الكبير، أو التدابير الاحترازية، لم تكن السبب المباشر والأساسي لتراجع قطاعات المعادن والتعدين، بل إن ذلك يعود تماما إلى مشكلة سلاسل الإمداد، وهذه المشكلة لم تكن مرتبطة بقطاع المعادن في ظل جائحة كورونا، فقد سبقتها من قبل. فوفقا لتقرير أوردته "الاقتصادية"، فإن أسعار النحاس والنيكل والزنك في بورصة لندن للمعادن، فقدت ما يراوح بين 9 و14 في المائة من قيمتها منذ بداية العام حتى نهاية الربع الأول منه، بسبب ضعف الطلب وانخفاض مستويات التصنيع الناتجة عن المفاوضات التجارية، خاصة بين الصين والولايات المتحدة، والتعريفات الجمركية المتصاعدة. وتابعت : لكن بحلول النصف الأول من عام 2020، كانت حالة القطاع أشد سوءا نتيجة الوباء، وأيضا لم يكن بسبب التأثير المباشر، بل بتوقف عمليات النقل والحركة، ما أدى إلى تراجع قطاع البناء والسيارات والتصنيع، وأن هذا التراجع أدى إلى تقليل الطلب على الصلب والنحاس والألمنيوم ومعادن أخرى. وأضافت : كما تضررت صناعة الصلب وصهر الألمنيوم، وفي المجمل، ونتيجة هذا الوضع، انخفض الناتج الصناعي الصيني. فقد شهد قطاع المعادن انخفاضا في حجم الصفقات وقيمتها في الربعين الأول والثاني من هذا العام، وبلغ إجمالي قيمة الصفقات في النصف الأول من عام 2020 ما لا يتجاوز 5.9 مليار دولار، بانخفاض 81 في المائة مقارنة بالنصف الأول من عام 2019، وبلغ عدد الصفقات في النصف الأول من عام 2020، 271 صفقة مقابل 309 صفقات في النصف الأول من عام 2019، بانخفاض 12 في المائة، وهذه النتيجة تقدم دليلا على أن سلامة سلاسل الإمداد هي المحرك الرئيس لقطاع المعادن، كما تقدم دليلا إضافيا على ما يمكن أن تؤديه التدابير الصحية في قطاعات معنية من آثار بعيدة المدى في قطاعات أخرى. وبينت : فمع انخفاض مبيعات السيارات على المستوى الدولي، تعطلت مرافق التعدين وتكرير النيكل على نطاق عالمي، وانخفض المعروض بما يزيد على 1 في المائة، وتحولت السوق إلى فائض عرض، وتضخم المخزون، كما أن انخفاض مبيعات المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، أدى بدوره إلى انخفاض الطلب على الليثيوم والكوبالت، لاستخدامهما بشكل ملموس في السيارات الكهربائية. هذه مشكلة سلاسل الإمداد تماما، فالمشكلة التي تصيب قطاعا، لن يسلم منها قطاع آخر يمثل مصبا له. // يتبع //06:01ت م 0006