وتقضي الخطة الموضوعة للبرنامج العام للمسح الجيولوجي بإكمال المشروع في إطار زمني مدته ست سنوات، وهو أمرٌ يُمكن استيعابه إذا أدركنا أن من الأهداف الرئيسة للبرنامج؛ الإسهام في جذب الاستثمارات الوطنية والعالمية إلى قطاع التعدين والصناعات التعدينية، بالإضافة إلى خدمة برامج الاستكشاف في المجالات الجيولوجية الأخرى. وسيتم تنفيذ كل مرحلة من مراحل البرنامج العام للمسح الجيولوجي، على مدى السنوات الست المقبلة، من خلال التعاون بين الفريق الفني الوطني في البرنامج، المكون من حوالي 500 شخص، والذي سيعمل، جنبًا إلى جنب، مع الخبراء التقنيين العالميين، والشركاء المتعاقدين من بلدان مختلفة، من بينها فنلندا، والصين، والمملكة المتحدة، وجنوب أفريقيا، وغيرهم من المتخصصين الجيولوجيين من جميع أنحاء العالم. وكمثالٍ على برامج التعاون والشراكة الأخرى التي تتبناها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وقّعت الهيئة، في عام 2017م، مذكرة تفاهمٍ مع المؤسسة النووية الوطنية الصينية لتعميق برامج استكشاف اليورانيوم والثوريوم في المملكة. حيث جسّدت هذه الشراكة أهمية تبادل الخبرات، والتعرّف إلى أفضل الممارسات المطبقة لاستخراج تلك المعادن القيّمة، من خلال برنامج بحث مدته عامان. وحول أهمية الشراكة مع الخبراء والمتخصصين العالميين، يقول الدكتور وديع قشقري: "تهدف هذه الشراكات الفنية والتقنية إلى حصول المملكة على أعلى مستوى من الجودة، فيما يخص النتائج التي تُعنى بعلوم الأرض، وكذلك ضمان تطبيق أفضل الممارسات العالمية. حيث تشمل مهمات شركائنا، على سبيل المثال لا الحصر، توفير بيانات عالية الجودة عبر المسوح الجيولوجية، والإشراف على كل مرحلة من مراحل تنفيذ البرنامج، وتقديم الإرشادات والاستشارات بشأن القرارات الفنية، ومساعدة الفريق الجيولوجي السعودي على تحديد أطر العمل ومجرياتها، وفي حال ظهور تحديات فنية، سيكون لهؤلاء الشركاء دورٌ في تجاوزها"، إضافة إلى ذلك، ستتمكن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وشركاؤها الدوليين، من خلال هذا التعاون وتبادل الخبرات، من تطوير قاعدة معرفية عملية، وتنمية قدرات علماء الجيولوجيا السعوديين الصاعدين من خلال البرامج التدريبية. ويعد بناء هذه القاعدة المعرفية القوية مفتاحًا أساسياً لفهم إمكانات قطاع التعدين في المملكة، وبفضل هذا التوجه التعاوني المنفتح، تمكنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية من استقطاب الخبراء والجيولوجيين، محلياً ودولياً، الراغبين في استكشاف ودراسة المشهد الجيولوجي السعودي. // انتهى //17:54ت م 0168