وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أنه من أجل مزيد من الراحة والمتعة، وحسن الإفادة فهذه آداب وأحكام ، مرتبطة بالغيث ، والخروجِ له ، يحسن معرفتها، والأخذ بها منها : اختيار المكان الآمن من الأخطار والأضرار ، من الحيات ، والحشرات المؤذية ، ومجاري السيول ، وعليه باختيار الرفقة التي تعين على الخير وتدل عليه ، وتدخل في النفس البهجة والسرور فإذا نزل منزله في البرية فليستذكر دعاء المنزل : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " ، فإنه لا يضره شيء حتى يرحل من مكانه وأنه ينبغي المحافظة على الأذكار والأوراد المأثورة فإنها الحصن الحصين بإذن الله. وأضاف أن من تلك الأذكار : الدعاء عند نزول المطر : " اللهم صيباً ، نافعاً ، مُطرنا برحمة الله ، وبرزق الله ، وبفضل الله " فنزول المطر من مواطن الإجابة كما في الخبر : " اثنتان ما تردان ، الدعاء عند النداء - أي عند الأذان - وتحت المطر "، وقال : يتعرض للمطر حين نزوله ويحسر ثوبه ويكشف شيئا من بدنه حتى يصيبه المطر ، فيفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويقول كما قال : " إنه حديث عهد بربه "، وإن من عظيم الآداب وجليل الأحكام الأذانَ للصلوات في أوقاتها ، ويرفع صوته به ، فإنه لا يسمع مدى صوته ، جن ولا أنس ، ولا حجر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة " ، وإذا نزل المطر ، وبل الثياب ، وتلوثت الأسواق بالدحض والزلق ، فيسوغ جمع الصلوات ، فيجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء وإن زاد المطر وخشي الناس على أنفسهم في الذهاب إلى المسجد فلهم أن يصلوا في بيوتهم ، وحينئذ يقول المؤذن في أذانه " صلوا في بيوتكم ، وصلوا في رحالكم ". وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن مما ينبغي التنبه له في هذه الأحوال أن يكون قائد المركبة على يقظة وحرص فيقود بهدوء وتؤدة ، وليحذر من التعجل والتهور ، وعليه الابتعاد عن أماكن تجمع المياه ، وبطون الأودية ، فإن بعض قائدي المركبات - ولا سيما الشباب - قد يجازف ويتجرأ فيخوض بمركبته الأودية أثناء جريانها ، وامتلائها بالمياه والوحل ، وهذا تعريض بالنفوس والأموال إلى التهلكة والتلف، فكم فقدت بهذا الصنيع من نفوس ، وفقد من عزيز ، وتلفت من أموال، محذرا من مواقع الخطر ، وأن على الجميع الالتزام بما يصدر من الجهات المختصة من تعليمات . وأبان أن من الآداب : المحافظة على البيئة ، بأشجارها ، وأعشابها ، وأزهارها ، ومرافقها ، ومراعاة الأنظمة المقررة، وتجنب تلويث المنتزهات ، ببقايا الأطعمة والنفايات ، والعبث بالمرافق ، والاحتطاب الجائر ، والرعي الجائر ، كما ينبغي ملاحظة إطفاء النار ليلاً عند النوم ومن الآداب : إرشاد المسترشد ، ومساعدة من يحتاج إلى مساعدة ، في نفسه ، أو مركبته ، أو متاعه وتجنب أذى المجاورين من المتنزهين ، برفع الأصوات ، وتقذير المكان محذرا المتنزهين من ارتكاب المخالفات الشرعية ، أو المجاهرة بالمعاصي ، واللهو المحرم ، والتبرج ، والتهاون في أوقات الصلوات . وقال الشيخ ابن حميد :الغيث ماء طهور مبارك , عذب فرات ، ينزله ربنا من المعصرات ماء ثجاجا ، ليخرج به حبا ونباتا ، وجنات ألفافا . وبين أن من آداب هذا الغيث الاستبشار بنزوله ، وشكر الله عليه ، واعتقاد أنه من عنده سبحانه: لا بسبب النوء ولا النجم ولا الموسم غير أن التنبؤ بالطقس ، وتوقعِ المطر ، وهبوبِ الرياح ، وسرعتها واتجاهاتها ، وغير ذلك من أحوال الطقس المبني على الأمور العلمية ، والحسابات الفلكية ، فهذا لا حرج في معرفته والتحدث به ، لأنه من سنن الله ، ومما أطلع الله عليه عباده ، والأمر كله لله ، وبيده سبحانه ، وقد يحصل ما توقعوه ، وقد لا يحصل. // يتبع //13:57ت م 0027