السبت 26-01-2013 12:25 مساء
بقلم : طلال اللقماني
معظم الناس في وقتنا هذا لا يستطيعون التوازن بين العمل والحياة وذلك لعده أساليب كثيرة منها :
1- بعض الناس ينشغلون في عملهم لدواعي الخروج من الفقر وتحقيق مطالب الحياة .
2- البعض الأخر يريد جمع الأموال الطائلة حتي لو كان يغطي إحتياجات الأسرة ويهنأ بعيشة راقية ، ولكـن الفضول داخلة أنه لا يريد أن يضيع وقت في العطلة و الترحال وذلك ( لجمع الأموال )
في نظري كلاهما ليسا خاطئاً ، ولكـن أيضا لنفسك وجسدك وأسرتك عليك حق .
إن نهج التوازن بين العمل والحياة أصبح سمة للعمل في الدول الاسكندنافية. فقد كشفت دراسة تم إجراؤها أخيرا من قبل جامعة تامبير، عن أن الأجانب العاملين في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في فنلندا، يعتبرون وجود توازن صحي بين الحياة والعمل، هو أكثر الجوانب جاذبية في الحياة في فنلندا. وكما عبّر أحد الموظفين عن ذلك حيث قال: هم بالفعل يتوقعون منك أن تترك العمل عند الساعة الرابعة أو الخامسة بعد الظهر!
وفي ضوء التجربة الاسكندنافية في التوازن بين العمل والحياة، لا بد أن يدرك القطاع الخاص لدينا أهمية تلك المفاهيم لارتباطها بتقاليدنا أولاً، ولتأثيرها في كفاءة المنشأة وربحيتها ثانياً.
لكثيرون لا يستطيعون إقامة توازنٍ حقيقي بين عملهم وبين حياتهم. يطغى العمل تارةً على الحياة لدى من أدمن العمل حدّ الخوف والرعب من وجود وقتٍ للنزهة والترفيه. وقسمٌ آخر ركن إلى الكسل وترك العمل، يتكئ إما على فقرٍ مدقع، أو على ثروةٍ موروثة ليس له من كبير جهدٍ في تكوينها وإيجادها وخلقها.
التوازن بين العمل والحياة، هو سر النجاح والتفوق لدى المبدعين، لهذا نرى كبار القادة يحضرون المباريات ويلعبون في مزارعهم مع كلابهم، ويذهبون إلى الصيد والتنزّه والترفيه، ولا ضير في ذلك، مع أنهم قادة ويحكمون دولاً وامبراطوريات، لكن العمل لم يأخذهم من حقوق أنفسهم، وفي الحديث: "إن لنفسك عليك حقاً"!
بعض المقبلين -في أوّل الطريق على حياتهم العلمية- يتعثرون أمام الأسئلة التي تعترض طريقهم، فيكون لديهم ردة فعلٍ عنيفةٍ تجاهها، والعلم يخيف بعض المبتدئين لما يحمله من أسئلة عميقة ربما تشغل فكر الإنسان وتقضّ مضجعه، وهذه هي عظمة التعلم والاستزداة من المعرفة.
إن ردّة الفعل المبالغ فيها تجاه المعارف والعلوم والأسئلة بداية طريق الفشل. كما أن الجامعة وحدها لا تكفي لأن يدخل الإنسان الواقع بسرعة من أجل التأثير.
الواقع له شروط مختلفة عن شروط الجامعة، لأن قاعات التعلم والدرس تختلف عن ساحات العمل والإنتاج. وهذا ما لفت إليه المفكر الهندي في محاضرته المهمة.
فالفكر ليس فقط للكلام وإلقاء المحاضرات وتأليف الكتب، بل جزء منه عمليّ يضم جوانب إنتاج وطرق عمل. الكسالى يظنّون أن التعلم والتفكير والدراسة والاستزادة من المعرفة تعني أن يأخذ الإنسان شهادةً من الشهادات ليتركها إلى بيته.
التعليم النظامي يحقق معادلة الانضباط واتساع الأفق وتعدد الخيارات المعرفية، وفيه يتعلم الإنسان الحوار والأسئلة لأن الذين يتعلمون فقط من ساحات العمل يقعون في فخ الجهل.
والذين يعتمدون فقط على التعلم الجامعي لا يستطيعون استيعاب تأثير الواقع وتعدد مفازاته وخطورة أنفاقه
فلابد من التوازن أي تحقيق المعادلة الناجحة بين العمل والحياة ،
حتي تستطيع الإرتقاء بنفسك وتحقيق المعادلة الناجحة في حياتك .
وهذا الكلام الذي طرحه أرى أنه على مستوى كبيرٍ من الأهمية، وبالذات للطلاب الخليجيين الذين هم براعم العالم العربي ومستقبله، لأنهم لا يزالون في بداية طريقهم وينعمون برعاية حكومية مؤسسية، إما عن طريق الابتعاث أو التطوّر اللافت في كافة ومختلف مجالات التعليم.