يترقب الجزائريون، خلال الساعات القادمة، الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي جرت السبت الماضي، وسط توقعات بأن تفرز الصناديق نفس المشهد السياسي والخارطة البرلمانية السابقة التي تسيطر عليها الأحزاب التقليدية الكبرى، مع فارق سيتمثل بتراجع تمثيل المرأة.
فقد كشفت النتائج الأولية لفرز أصوات الناخبين تقدما ملحوظا لكل من حزب جبهة التحرير الوطني (الأفلان) ، تلتها حركة مجتمع السلم (حمس) وأيضا حزب التجمع الوطني الديمقراطي (الأرندي)، وجبهة المستقبل، في حين تخلفت القوائم المستقلة عن المراتب الأولى، بينما سجل تراجع لافت لحضور المرأة التي منيت في هذه الإنتخابات بخسارة غير مسبوقة.
برلمان مشابه للقديم
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي عزالدين بن سويح، إنّ شكل البرلمان القادم (407 مقاعد) في الجزائر سيكون متطابقا ومشابها للبرلمان القديم وبنفس التوازات السياسية، خاصة بعد مقاطعة عدد من أحزاب التيار الديمقراطي الانتخابات، مشيرا إلى أن الأحزاب الأكثر تنظيما على الأرض هي التي ستفوز بأغلبية المقاعد مثل "الأفلان" و"الأرندي" و"حمس"، فيما ستكون القوائم المستقلة هي الخاسر الأكبر، لأنه لا يمكن تنظيم حملة انتخابية دون إمكانيات مادية ووسائل لوجستية.
وأوضح في تصريح لـ"العربية.نت"، أن عيب هذه الانتخابات هو الانخفاض الحاد في تمثيل المرأة في البرلمان، مرجعا ذلك إلى القانون الجديد الذي انتزع أحقيتها في ثلث مقاعد البرلمان وهو القانون الذي كان معمولا به في نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واكتفى فقط باستقطابها للعملية الانتخابية دون أن يضمن لها حقوقها السياسية.
وكشفت النتائج الأولية لعملية الاقتراع أن عدد المقاعد النسوية لم يتجاوز 20 مقعدا من أصل 407 مقاعد، أغلبها موزعة بين حزب جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم، رغم ترشح 6000 امرأة ضمن لوائح الأحزاب السياسية والمستقلين.
أحزاب السلطة في الحكومة
أما فيما يتعلق بتشكيلة وطبيعة الحكومة المقبلة، فقال بن سويح، إن النتائج الأولية تتيح لأحزاب السلطة تكوين أغلبية مريحة لتشكيل حكومة ائتلافية يختار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رئيسها.
من جانبه ، اعتبر الناشط السياسي حمزة حناشي في حديث مع "العربية.نت"، أن الخارطة السياسية لم تتغير إطلاقا في الجزائر، بعدما كشفت النتائج الأولية فوز الأحزاب التقليدية بأغلبية المقاعد، وهو أمر مفاجئ بعد تنحي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وبعد سنتين من الحراك والمطالبة بالتغيير.