لااعرف وطنا يسرقه أبناؤه ومسؤليه وجيرانه وحتى اعداؤه أكثر من وطني ولم يمر عبر تاريخ الشعوب أن يصمت الناس على الخطأ مثل صمتنا.. نحن نعيش في عالم مختلف وكوكب خاص لااحد له عندنا . "بكيفنا راضيين" قبيل نحو 25 عاما فكرت الحكومة في إنشاء مشروع للصرف الصحي بمحافظة جده .. كان وقتها الصرف تحت مظلة وزارة الزراعة للأسف وهذه أحد أكبر الأخطاء التاريخيه بعد فضيحة زراعة القمح واستنزاف كل طاقة المياة الجوفيه من الأراضي وأسند المشروع لمدير عام الزراعة والصرف الصحي بالمنطقة الغربية برأس مال قدرة ثلاثة مليارات ريال كان وقتها الريال ... "ريااااال وينطح أطلق جنيه" ..شرع ذاك المدير العام الذي سالت لعابه على "المال السايب" أن صح التعبير ولم يراع ضميره حقوق الأمة فكان يستنزف المال لشركات وهميه وهي تحفر وتطمر الشوارع دون نتائج ووصل به الحال إلى الضحك حتى على أمير المنطقة آنذاك بافتتاح مراحل المشروع الوهمي وما ان قرب المال على النفاذ حتى فر بجلده من البلد. . هكذا يسرق الوطن في كل مشاريعه. وللأسف نرى مبالغات في الطرح لكل مشروع بدء من توسعة مطار الملك عبدالعزيز إلى مشروع القطار في الرياض وجده والمدينة .. هذه حالة الفساد المستشري لايمكن القضاء عليها بين ليلة وضحاها.. كنا قد هللنا لإنشاء هيئة لمكافحة الفساد وكانت أكبر صدمتنا أن الهيئة نفسها تستأجر مباني فاخرة واثاث راق بمبالغ خيالية فأضطررنا "لطق اللثمه " عيبا وخجلا من أنفسنا. . وعندما يصيح الناس من الغرق ومن التشرد وضياع الممتلكات عدا عن الموت فإن الأمر ليس فسادا بل شرش الفساد وعمقه. . وللأسف كنا ببلاهة نتصايح طلبا العون من الشورى لوقف نزيف الفساد وكان الشورى بأعضاءه الكرام يلبي النداء مشكورا ثم يجلس لأعوام لتدارس الأمر ومحورته والتعاقد مع شركات استشارية وإعلاميه للخروج من المأزق. نحن ياسادتي الفساد كله بدء من موظف صغير مختلس لمسؤول كبير يمحور الاختلاس لبنود عملية .. ونحن جميعا لصوص بدء من تزوير الصكوك في المحاكم وأعفاء القضاة دون عقاب إلى مراقب البلدية الذي يقتات من ظهور أصحاب المحلات بقوة القانون والنظام الذي لم يسأله كيف موظف في الدرجة الخامسه استطاع أن يركب سيارة بنصف مليون ويبني فيلا بمليونين وكيف لموظف آخر يتلاعب بقوانين البلد من أجل المنفعة الشخصية. كيف لنا أن نحتكم للقانون والقاضي وكاتب العدل يزور الصكوك وكيف نقتص من مسؤل هرب بمليارت وتاجر سرق مشاريع وقيادي باع لنا الهوى ثم نفاجأ أن القاضي والمسؤول والقيادي يعيشون بيننا دون رادع. أفلا يحق لنا أيضا أن نسرق. .
...............عبدالله الشريف
( منقول )