بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ثلاثين عاما ً أو أقل لم نكن نسمع بهذه
الفتنة إلا قليلا ً
ومن كان يقف خلها غالبا ًً يكون قد عاش فترة طويلة من حياته خارج البلاد وتأثر بأفكار غريبه عن مجتماعتنا
في تلك الفترة كان المجتمع متامسكا ً مترابطا ً
كانت العائلة تجتمع دائما ً
اجتماع قلوب وليس اجتماع أجساد فقط
ومن يتغيب عن الاجتماع فلن تجد أحد يسأل عنه ويقول لماذا غاب فلان
ببساطة لأن الجميع يعرف سبب غيابه
كنا نعرف أن فلان مريض وفلان حالته المادية صعبة وفلان سافر لعلاج ابنه
الخلاصة :
كنا أقارب وكنا قريبين من بعض ولم نترك للغريب ثغرة يدخل منها
أما الآن
فإن من يقوم بالعمليات التخريبية يعيش بيننا ولم يسافر في حياته أبدا ً
في هذه الفترة أصبح المجتمع ( الغالبية منه) مفكك
نادرا ماتجتمع العائلة واذا اجتمعت فإنه يكون اجتماع أجساد فقط
حتى أننا لا نعرف من غاب عن الاجتماع ولماذا غاب
يمرض فلان بالأشهر فلا نعلم أنه مرض إلا بعد وفاته
تضيق حالة فلان المادية فلا نعلم عنه إلا بعد دخوله السجن
الخلاصة
أصبحنا أقارب فقط ويجمعنا النسب ولا شيء غيره وكل واحد منا يدخل اجتماع العائلة وهو يحمل أصحابه في جواله
وبالتالي لا تستغرب أن يتأثر قريبك من شخص يعيش في لبنان أو العراق ويحمل نفس تفكيره وأنت ابن عمه لا تؤثر فيه ولا يتقبل منك لأنه لا يراك إلا في السنة مرة
الحل : أن تعود الأسرة والعائلة والحارة والحي كما كانت قبل ثلاثين سنة
مجتمع واحد
وقلب واحد
وهم واحد
والسلام ختام ...