يشهد القطاع العقاري وخاصة الاراضي مرحلة صعبة جداً ومحاولات هروب جماعي يبدو انها لاتحقق اي نجاح حتى الان ..!
وسبحان مغير الأحوال ...
المعلوم والمسلم به ان لكل شيء نهاية كما كان له بداية وهذه سنة الله
بعد ان شهدت السوق العقارية طفرة سعرية غير مسبوقة خلال الفترة من 2008 الى 2013 م تقريباً تضاعفت فيها أسعار الاراضي بشكل جنوني وغير مبرر نتيجة أموال ساخنة كانت تبحث عن الربح السريع
وغسيل الأموال في صفقات عقارية تم الاعلان عنها رسميا عام 2014
( بتصريح رسمي لوزير العدل تجده أسفل الصفحة ) ولكن مع بلوغ العقار أسعار فلكية هرب المضاربون وشحت السيوله وتورط الكثيرون
وبدأت لوحات البيع في كل شارع وفي كل صحيفة وفي مواقع الانترنت
لتدارك مايمكن تداركه ..
وحتى لايتعرض البعض للتضليل
سواء كان بعلم او جهل
فهناك من يظن ان النزول المشاهد حالياً في أسعار العقار والمستمر
سببه الرئيسي فرض رسوم الاراضي
وهذا غير صحيح إطلاقاً
الرسوم ليست سوى عامل إضافي فقط
اما أسباب النزول الحقيقية فهي كثيرة جداً ويعرفها الكثيرون ممن تركوا
العاطفة جانباً
وهي مؤثرة بقوة وتجعل الاقتراب من العقار
الفترة القادمة
والشراء خطأ كبير جداً وغير حكيم ومنها على سبيل المثال لا الحصر
أولاً : الأسعار الحالية متضخمة جداً وقد تجاوزت حتى السقف الأعلى، نتيجة المضاربات المحمومة والناتج عن غسيل أموال بالمليارات من الريالات وتعتبر حالياً في مستويات بيع وتخارج وكبار ملاك الاراضي يعلمون ذلك
اكثر من غيرهم ولكن لن يجدون المشترين بهذه الأسعار .
ثانياً :ارتفاع معدل الفائدة الأمريكية سينعكس مباشرة على معدل الفوائد لدى البنوك المحلية وقد بدأ فعلاً الرفع التدريجي وسيتسمر خلال هذا العام والأعوام القليلة القادمة .
ثالثاً :التقشف العام بسبب انهيار أسعار النفط وانخفاض الانفاق العام للدولة سيؤدي بالتأكيد إلى خفض مستوى الانشاءات أو الطلب على العقارات وكذلك قدرات المواطنين الشرائية انخفضت بقوة نتيجة خفض الرواتب .
رابعاً :اانخفاض السيولة سيؤدي الى رفع تكلفة التمويل على الشركات
خامساً : بناء الأبراج بكثرة وهو امر لم نعهده من قبل وسيظهر تأثيره خلال السنوات القليلة القادمة .
سادساً :زيادة مؤسسة النقد للدفعة الأولى لـ 30%: لمعرفة المؤسسة بمخاطر الارتفاع الجنوني لأسعار العقار مما أغلق باباً مهماً امام الملاك الكبار للتصريف بهذه الأسعار الفلكية .
سابعاً : الهجرة العكسية لمئات الآلاف من الوافدين ( خاصة من ذوي الملاءة المالية القوية ) والذين تقاطروا على البلد للاستفادة من مشاريع ومناقصات الدولة الضخمة خلال الفترة السابقة ..
وهناك غيرها كثير مثل
مشاريع وزارة الإسكان المنتظرة واحتمالية قرب فرض زكاة على الاراضي البيضاء ووجود اكثر من 1.2 مليون وحدة سكنية شاغرة ...الخ
ومن المهم التأكيد ان الشراء في بداية موجة النزول
خطأ فادح وله نتائج كارثية على المشتري
الأسعار ستواصل الهبوط
ولكن لا اعتقد انها ستصل الى قيعانها المفترضة
خلال عام واحد او حتى عامين
سيستغرق الامر وقت أطول
الانتظار للبائع كما كان الامر سابقاً من اجل ارتفاع الارض مع الوقت لم يعد
مجدياً الان .. وبالتالي الشراء آلان من اجل تحقيق ربح من خلال
ارتفاع قيمة الارض اصبح من الماضي السحيق
مشكلة البعض الاستعجال ويتوقعون ان ينزل العقار 80 %
خلال سنة واحدة او سنتين
رحلة النزول بدأت فعلاً وهذا المهم
وستحتاج الى عدة سنوات لتصل قيعانها المتوقعة
كلما أجلت الشراء اكثر كلما حصلت على خصم اكثر
وكلما وفرت اكثر ..
----------
( قال وزير العدل إن المؤشر العقاري التابع للوزارة كشف قضايا فساد مالي في صفقات عقارية وهمية بملايين الريالات، مشيراً إلى أن بعض هذه الصفقات تتضاعف قيمتها إلى 30 ضعفاً في مدة وجيزة، ما يؤكد أنها تحتوي على عمليات غسيل أموال.)