عودة إلى العام 1999 عندما كانت تشير جميع التوقعات إلى احتمال تعطل جميع أجهزة الكمبيوتر في اليوم الذي بات يعرف ب “y2k” وهو اختصار للعام 2000 . وكانت التخمينات تقول إنه في اللحظة التي سيحتفل فيها بالعام ألفين ستحل انتكاسة اقتصادية عارمة وتحدث كوارث كبرى .
والآن لماذا يسود الاعتقاد أن الأول من يناير 2013 هو الموعد الذي ستصبح فيه “الهاوية المالية” ال “y2k “ الجديدة الكارثة الاقتصادية بعينها وسيواجه الاقتصاد العالمي “تراجيديا” محققة .
ولكن ما لا يتوقعه أحد أن شيئاً ما مثيراً للسخرية سيحدث ونحن في الطريق لاستقبال ذاك الموعد المشئوم حيث ستجري الشركات والحكومات استعداداتها على قدم وساق لمواجهة ذلك اليوم . وعودة إلى نهاية العام 1999 ما إن حل ذلك اليوم المخيف حتى اكتشف الناس أن جميع التخوفات لم تكن سوى ترهات ودعايات ليست قائمة على أي سند ملموس .
وها هو اليوم المشؤوم المفترض لوقوع “الهاوية المالية” يقترب ولم يتبق عليه سوى أقل من شهر بعد أن تألق وبات حديث كل الصحف ووكالات الأنباء ونجماً تسلط عليه الأضواء . ولكن المخاوف من احتمال الكارثة بات أشد وأسوأ مما يمكن أن يحدث في ذلك اليوم وأكثر وقعاً من الحدث الافتراضي إن وقع . ولهذا السبب كان ينبغي على المستثمرين في صناعات التقنية الذين يمتلكون أسهما طويلة الأجل أن ينتظروا مرور أول شهر في العام 2013 للتمعن في الوسائل التي يمكنهم من خلالها تخصيص الجانب التقني من محافظهم الاستثمارية .
ومع اقتراب يناير/ كانون الثاني ،2013 لا بد من طرح بعض الحلول بالنسبة لقضايا عدة خاصة باستثمارات الصناعات التقنية . ومع بداية العام الجديد نطرح مقارنة ما بين الأسهم مقابل رؤوس الأموال الكبيرة والأسواق الخارجية مقابل المحلية و الأسهم مقابل مسائل خاصة بالنمو لوضع حسابات دقيقة استعداد للحدث الكبير .
دعونا الآن نطرح الفرضية الأخيرة من خلال مسألتين هما: ما الأسباب التي تجعل مستثمري الصناعات التقنية يفكرون بتحريك أحجام أكبر من الأموال لاستثمارها في الأسهم القابلة للنمو في العام 2013؟
والسبب الأول واضح وضوح الشمس وهو أنه بصرف النظر عن الوضع الذي ستنتهي إليه الحكومة الأمريكية بشأن نسب الضرائب بالدقة والتحديد والتخفيضات الحكومية الخاصة بالنفقات، فإن علاج الضرائب التي ستفرض على الأسهم سيطرأ عليها تغيير في المدى القريب، ولن يكون ذلك بالطبع في مصلحة المستثمرين .
وسواء تم التعامل مع ال مرة أخرى باعتبارها دخلاً عادياً أو يتم فرض ضرائب تصاعدية عليها، فالواقع أن استثمار الدخل سيفقد على الأقل زخمه الذي تمتع به المستثمرون وهم يشهدون استثماراتهم تنمو في العقد الماضي .
ويبدو من شبه المؤكد أن مرحلة الخفض التاريخية على ال قد بدأت تخطو الخطوات النهائية . وتأتي هذه النهاية من جانب لأن الخفض الضريبي الذي كان أقره الرئيس السابق جورج دبليو بوش عن ضعف تسببت فيه حربان مكلفتان وتدفع الولايات المتحدة ثمنه حالياً على شكل متأخرات تأتي في سياق فاتورة استحقاقات كالطوابير التي سيشكلها الآباء والأمهات الجدد للحصول على مساعدات الضمان الاجتماعي وإعانات العناية الصحية .
وليس على أي أمريكي أن يندهش عند البدء في اتخاذ قرار بالانسحاب من أطول حرب في تاريخها . والمقصود هنا الحرب الأفغانية حيث بلغت نسبة الديون الأمريكية بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية .
والمتوقع أيضا في المرحلة المقبلة أن يُعرض المستثمرون عن تحصيل من الاستثمار خاصة بعد أن بدأ ريع السندات يطأ عتبة الوضع السلبي وبدأت المحاسبة تنظر بعين القلق من احتمال الدخول في دوامة التضخم بينما تحقق صناديق الأموال بانتظام نتائج سلبية على القاعدة ذاتها .
وبقياس سلسلة المخاطر مقابل الفوائد والضريبة والمناخ المالي في العام 2013 يمكن إثارة جدلية خاصة بالمعاينة النسبية لجهة المخاطر الكبيرة لنمو الأسهم خاصة أسهم المستثمرين في الصناعات التقنية وصرف النظر عن الدخل .
وفي الوقت الذي تقصر المسافة بين الوقت الحالي ونهاية العام واقتراب موعد عطلة الكونغرس الرسمية، لن يتفاءل المواطن الأمريكي بأن يصدر عن البيت الأبيض أية حلول إعجازية تعمل على توفير علاج يتسم بالنجاح في ما يخص الأسهم . وبدلاً من ذلك وفي هذه الأجواء التي يلفها الغموض فإن الخطط التي قد تبدو أكثر يقيناً مع مرور كل يوم لن تتمثل سوى بفرض ضرائب تصاعدية على الفوائد .
وعلينا أن نتذكر أن القلق الحقيقي الذي كان يشعر به المستثمرون في الصناعات التقنية في العام 1999 لا بد أنه كان حول التخمينات التي تطغى على سوق الأسهم . واستناداً إلى الاستعدادات لليوم الحاسم والكارثي المتوقع في اليوم الأول من عام 2000 لم يلاحظ المراقبون حجم التفاهة إلى أن بدأت الأسواق تهوي في أوائل العام 2000 ولم تتوقف عن الانهيار خلال ثلاث سنوات .بحسب الخليج
وعلى ذلك، وحتى في أثناء الارتفاع الضريبي المتوقع على ال فإن ذلك يدعم الرأي الذي يساند فكرة النمو مقابل الدخل فإن المستثمرين أصحاب الآراء السديدة لا بد أنهم سيواصلون التركيز على التخمينات .
إن كل تلك العوامل ستؤثر في محفظة المستثمرين على نحو كبير في العام 2013 بعد أن يخبو الضجيج حول “الهاوية المالية” وتزول من العناوين العريضة .